استعدادات لجعل تعز أرضية لمجلس انتقالي ومخاوف من تحويلها لساحة صراع مسلح
علمت “الوسط” من مصادر خاصة أن الفرقة الأولى مدرع نقلت إلى محافظة تعز عدداً من القيادات العسكرية المنتمية إلى المحافظة والمحسوبة عليها أبرزهم العميد صادرق علي سرحان قائد لواء الدفاع الجوي بالفرقة وصادق الشيباني قائد لواء عسكري في صعدة وتزويدهما بأسلحة ثقيلة لتولي قيادة أنصار الثورة الشعبية في المواجهات التي يخوضونها مع قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وهو ما أثار المخاوف من نقل الصراع إلى مدينة تعز لجعلها أولى المحافظات المسيطر عليها كأرضية لمجلس انتقالي قادم أعلن اللقاء المشترك عن مسودة أولية له. وقالت المصادر إن القائم بأعمال رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وجه يوم أمس بتعميم عسكري للحرس الجمهوري ووحدات الجيش الموالية للنظام وكذا الفرقة الأولى مدرع المؤيدة للثورة بالخروج من المحافظة والاكتفاء بالأمن وذلك ربما لتجنب سيطرة المسلحين المحسوبين على الفرقة على المدينة. وبالرغم من ذلك تواصل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي قصفها العنيف لمناطق مختلفة في تعز وخاصة الواقعة على امتداد شارع الستين ( القصيبا والأجعود والهشمة التابعتين لمديرية التعزية) ما دفع مئات الأسر للنزوح إلى مناطق ريفية آمنة.،في حين أعطب مسلحون مؤيدون للثورة آليات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري أثناء معارك اندلعت الأحد الماضي ، كما فرضوا ا حصاراً على مدرعات وآليات كانت في طريقها إلى مفرق مديرية شرعب السلام. وقال معتصمون في ساحة الحرية إن قوات الجيش والأمن المتمركزة في محيط مستشفى الثورة قامت بعد منتصف ليلة الإثنين الماضي بمهاجمة الساحة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة,في محاولة لإخراجهم منها – وهي عملية مشابهة لما قامت به قبل اقتحام ساحة الاعتصام وإحراقها الشهر المنصرم- ترافق ذلك مع سماع دوي انفجارات عنيفة هزت الاتجاه الشمالي للمدينة باتجاه المخلاف ومفرق الذكرة باتجاه شرق المدينة بالقرب من مطار تعز الدولي. في الوقت نفسه, هاجم مسلحون نقطة مستحدثة تابعة للحرس الجمهوري في منطقة “كلابة” بالقرب من القصر الرئاسي ولم ينتج عنه أي إصابات تذكر بحسب المصادر المحلية في المدينة. وجاءت عملية النزوح الأخيرة للأهالي بعد أيام من نزوح مشابه شهدته الأحياء الشمالية لمدينة تعز هرباً من القصف العشوائي الذي تشنه قوات الحرس منذ أسابيع على تلك الأحياء بذريعة تأمين مرور التعزيزات العسكرية إلى منطقة المواجهات بشارع الستين ومفرق شرعب. وتجدد القصف على ريف تعز الأحد الفائت بعد اجتماع للجنة الأمنية والعسكرية بالمحافظة أقر مواصلة الهجمات وذلك على خلاف ما خرج به اجتماع آخر لمحافظ تعز حمود خالد الصوفي مع وجهاء المحافظة بإعادة تفعيل اتفاق تهدئة سابق. وكانت اتفقت السلطة المحلية ووجهاء ومشائخ واعيان محافظة تعز، الأحد الماضي ، على تشكيل لجنة وجهاء لتفعيل بنود وثيقة التهدئة الموقعة بين السلطة المحلية وأحزاب اللقاء المشترك الشهر الماضي وتتضمن سحب قوات الحرس الجمهوري والجيش من أحياء المدينة مقابل سحب المسلحين الموالين للثورة، غير أن الوثيقة لم تنفذ إثر اعتراض مدير الأمن لبعض بنودها. ونسبت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” إلى محافظ تعز قوله “إن هناك من يريد أن تكون تعز ميداناً ومسرحاً لتصفية الحسابات وأن هناك عناصر يجرها انتماؤها الحزبي السياسي للعمل على هدم المعبد بمن فيه إذا فشلت في تحقيق أهدافها ومشاريعها بالطرق الديمقراطية أو الحوار” مؤكداً أن “السلطة المحلية بالمحافظة ستعمل بكل جهد وإخلاص مع أعيان ووجهاء المنطقة لتلافي الانزلاق في معارك وخسائر لا طائل منها” وشدد على ضرورة الاتفاق على مخرج من هذا الوضع وتفعيل بنود وثيقة التهدئة. وبحسب المعلومات فإن ضرورة التهدئة في تعز باتت محل توافق الوجهاء والسياسيين في المحافظة بمختلف توجهاتهم.
المصدر : الوسط